اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 98
وإنّما سمّوا بالجُمَل ليُشبِّهوا حالَ المسمَّى بها بحالِ من يوصَف بالجملة، وهذا يقتضي الحكاية لأنّة يجرى مجرى المَثَل، فحكوا الكلامَ كما كان في أوّل حال.
والثاني: من المركّبات: اسمان، رُكّب أحدهما مع الآخر، حتّى صارا كالاسم الواحد، نحو: "حَضْرَمَوْتَ" و"بَعْلَبَكَّ" و"مَعْدِيكرِبَ"، ويُشبَّه بما فيه تاءُ التأنيث، ولذلك لا ينصرف. ومن هذا النوع: "سِيبَوَيْهِ" و"نِفْطَوَيْهِ" و"عَمْرَوَيْهِ" إلّا أنّه مركَّبٌ من اسم وصوتٍ أَعْجمىٍّ، فانحطّ عن درجة "إسماعيلَ" و"إبراهيمَ"، فبُني على الكسر لذلك.
الثالث: من المركّبات: المضاف، وهو ضربان: اسمٌ غيرُ كُنْيَةٍ، نحو: "ذي النُون" و"عبد الله" و"امرئ القَيْسِ"؛ وكنيةٌ، نحو: "أبي زيدٍ" و"أبي جَعْفَرٍ"، وقد مضى الكلامُ عليه قَبْلُ.
* * *
[العلم المنقول]
قال صاحب الكتاب: "والمنقول على ستة أنواع: منقولٌ عن اسم عين كـ "ثور" و"أسد"؛ ومنقول عن اسم معنى: كفضل وإياس، ومنقول عن صفة كحاتم ونائلة؛ ومنقول عن فعل إما ماضٍ كشمر وكعسب، وإما مضارع كتغلب ويشكر، وإما أمر كـ "إصمت" في قول الراعي [من البسيط]:
44 - أَشْلَى سَلُوقيَةً باتتْ وباتَ بها ... بوَحْشِ إِصْمِتَ في أصْلابِها أَوَدُ
44 - التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص 69؛ وخزانة الأدب 7/ 324، 327، 336، 341؛ ولسان العرب 2/ 55 (صمت)؛ والمعاني الكبير 1/ 220؛ ومعجم البلدان 1/ 212 (إصمت)؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص 306، 341.
الإعراب: "أشلى": فعل ماضٍ مبني على الفتحة المقدّرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. "سلوقية": مفعول به منصوب بالفتحة. "باتت": فعل ماضٍ ناقص، والتاء: للتأنيث، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. "وبات": الواو: حرف عطف، "بات": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. "بها": جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر "بات". "بوحش": جار ومجرور متعلّقان بـ "أشلى"، وهو مضاف. "إصمت": مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضًا عن الكسرة لأنه ممنوع من الظرف. "في أصلابها": جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جرّ بالإضافة "أود": مبتدأ مؤخّر مرفوع بالضمّة.
وجملة "أشلى ... ": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "في أصلابها أود": في محلّ نصب نعت "سلوقية".
والشاهد فيه قوله: "إصمت" فإنّ أصله فعل أمر ثمّ نُقل إلى اسم علم.
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 98